نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 205
ولقد مضى رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وخلّف من
بعده ذرية وقربى وهم الذين يطلق عليهم اهل البيت.
واهل بيته يقولون : لو كان صحيحاً وحقا
ان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
أبونا وجدنا ، وقد نشأنا في بيته وترعرعنا في حجره فاننا نقول انه قد ولد يوم كذا
وتوفي يوم كذا فهل يبقى بعد ذلك مجال لأن نتجاهل قولهم ورأيهم ، ونختار ما يقوله
الآخرون من الأبعدين ، وقديماً قالوا : أهل البيت ادرى بما في البيت؟ [١].
فَتْرَةُ الحَمْل :
المعروفُ أن النورَ النبويَ الشريف
استتقر في رحم آمنة ـ الطاهر في ايام التشريق وهي اليوم الحادي عشر والثاني عشر
والثالث عشر من شهر ذي الحجة [٢]
، ولكن هذا الامر لا ينسجم مع الرأي المشهور بين عامة المؤرخين من كون ولادة
النبيّ الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
في شهر ربيع الأول ، إذ في هذه الصورة يجب ان نعتبر مدة حمل « آمنة » به صلىاللهعليهوآلهوسلم إما ثلاثة
أشهر واما سنة وثلاثة اشهر ، وكلا الامرين خارجان عن الموازين العادية في الحمل ،
كما أنه لم يعدّهُ احدٌ من خصائص النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم[٣].
ولقد عالَج المحققُ الكبير الشهيد
الثاني ( ٩١١ ـ ٩٦٦ هـ ) هذا الإشكال بالنحو التالي إذ قال :
إنَ ذلك مبنيّ عَلى النسيُّ الّذي كانوا
يفعلونه في الجاهلية ، وقد نهى اللّه تعالى عنه ، وقال : « إنَّما النسيُّ زيادَةٌ
في الكُفْر ».
وتوضيح هذا هو أن أبناء « إسماعيل »
كانوا تبعاً لاسلافهم يؤدون مناسك الحج في شهر ذي الحجة ، ولكنهم رأوا ـ في ما بعد
ـ أن يحجّوا في كل شهر عامين
١ ـ ومن هنا لابد من
الاعتراف بان ما ينقله ويكتبه الامامية من تفاصيل تتعلق بحياة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم هي اقرب من
غيرها إلى الحقيقة لأنها مأخوذة عن اقربائه وابنائه عليهمالسلام.
٢ ـ الكافي : ج ١ ،
ص ٤٣٩ أبواب التاريخ باب مولد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
ووفاته.
٣ ـ قد ذكر الطريحي
فقط في مجمع البحرين في مادة شرق قولا بهذا لم يُسم قائله.
نام کتاب : سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 205