قال لي بعض أصحابنا : إنه ولد بالموصل في سنة ثلاث وتسعين ، وتفقه بالعراق وسمع الحديث من جماعة منهم أبو [٤] القاسم بن بيان الرزاز ، ودخل خراسان وأقام بمرو مدة وسمع بها من أبي منصور الكراعي [٥] وأبي طاهر [الفضل بن عمر بن أحمد][٦] النسائي المعروف [بليلى][٧] الصوفي ، وحدث بدمشق والموصل وغيرهما [٨] من البلاد ، وتولى القضاء بحصن [٩] كيفا ، وذكر لي بعض أصحابنا أنه ذاكره يوما فيما عنده من مسموعات الكتب الكبار ، وأخبر أنه سمع منها قطعة صالحة. منها : الجامع الصحيح للبخاري ، وذكر أن بينه وبين البخاري فيه ثلاثة أنفس. وسمعت والدي ; يستبعد ذلك وقال : الآفة في ذلك من شيوخ القاضي ، فإن القاضي أبا سليمان لم يتعمد ذلك ، وإنما دخل الوهم فيه على شيخه أو شيخ شيخه ، ولا شك أنه سقط من الإسناد رجل ، وتوفي ; بالموصل في يوم عيد الأضحى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة [١٠].
[١] بالأصل : «الزمان» والصواب عن م ، وديوان الزمام أو الأزمة يشبه اليوم ديوان المحاسبة ، وهذا الديوان يعتبر من أهم دواوين الدولة وكانت مهنة صاحب هذا الديوان جمع ضرائب بلاد العراق وتقديم حساب الضرائب في الأقاليم الأخرى. ومن اختصاص صاحب هذا الديوان جمع الضرائب النوعية المسماة بالمعادن (انظر تاريخ الإسلام السياسي حسن إبراهيم حسن ٢ / ٢١٨).
[٢] في بغية الطلب ٧ / ٣٤٦٤ «الحسن» ومثله في الأنساب (الإربلي).