يَعْرِفَ لِأَنَّهُ سَمِعَهُمْ يَحْلِفُونَ بِهِمَا فَذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لَهُ لَا تَسْأَلْنِي بِاللَّاتِ وَ الْعُزَّى فَإِنِّي وَ اللَّهِ لَمْ أُبْغِضْ بُغْضَهُمَا شَيْئاً قَطُّ قَالَ فَبِاللَّهِ إِلَّا أَخْبَرْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ قَالَ فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنْ حَالِهِ فِي نَوْمِهِ وَ هَيْئَتِهِ وَ أُمُورِهِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُخْبِرُهُ فَكَانَ يَجِدُهَا مُوَافِقَةً لِمَا عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ اكْشِفْ عَنْ ظَهْرِكَ فَكَشَفَ عَنْ ظَهْرِهِ فَرَأَى خَاتَمَ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عَلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يَجِدُهُ عِنْدَهُ فَأَخَذَهُ الْأَفْكَلُ وَ هُوَ الرِّعْدَةُ وَ اهْتَزَّ الدَّيْرَانِيُّ فَقَالَ مَنْ أَبُو هَذَا الْغُلَامِ قَالَ أَبُو طَالِبٍ هُوَ ابْنِي قَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا يَكُونُ أَبُوهُ حَيّاً قَالَ أَبُو طَالِبٍ إِنَّهُ ابْنُ أَخِي قَالَ فَمَا فَعَلَ أَبُوهُ قَالَ مَاتَ وَ هُوَ ابْنُ شَهْرَيْنِ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَارْجِعْ بِابْنِ أَخِيكَ إِلَى بِلَادِكَ وَ احْذَرْ عَلَيْهِ الْيَهُودَ فَوَ اللَّهِ لَئِنْ رَأَتْهُ وَ عَرَفُوا مِنْهُ الَّذِي عَرَفْتُ لَيَبْغِيَنَّهُ شَرّاً فَخَرَجَ أَبُو طَالِبٍ فَرَدَّهُ إِلَى مَكَّةَ[1].
131- وَ مِنْهَا: أَنَّ زُبَيْراً[2] وَ تَمَّاماً[3] وَ إدريسا[4] [إِدْرِيسَ] كَانُوا نَفَراً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ قَدْ كَانُوا رَأَوْا مِنْ عَلَامَةِ رَسُولِ اللَّهِ ص مِثْلَ مَا رَأَى بَحِيرَا فَذَكَّرَهُمْ بِاللَّهِ مَا يَجِدُونَ مِنْ ذِكْرِهِ وَ صِفَتِهِ وَ أَنَّهُمُ اجْتَمَعُوا عَلَى مَا أَرَادُوا فَعَرَفُوا مَا قَالَ وَ صَدَّقُوهُ وَ انْصَرَفُوا فَذَكَرَهُمْ أَبُو طَالِبٍ فِي قَصِيدَةٍ[5].
[1] عنه البحار: 15/ 214 ح 28.
و رواه ابن هشام في السيرة: 1/ 191، و البيهقيّ في دلائل النبوّة: 2/ 26. و السيوطي في الخصائص الكبرى: 1/ 208.
[2] و في سيرة ابن هشام:« زريرا».
[3] كذا في المصادر. و هو غير واضح في النسخ.
[4] في المصادر« دريسا».
[5] رواه في دلائل النبوّة: 2/ 29، و ابن هشام في السيرة: 1/ 194، و الخصائص: 1/ 210.