و الدلالة على وقته و مكانه و ولادته و أحوال آبائه و أمهاته.
و من معجزاته أيضا أخلاقه و معاملاته و سيرته و أحواله الخارقة للعادة.
و من معجزاته أيضا شرائعه التي لا تزداد على طول البحث عنها و النطق فيها إلا حسنا و ترتيبا و إتقانا و صحة و اتساقا و لطفا.
و نذكر أولا معجزاته الموجزة التي ظهرت عليه في حياته و تلك على أنحاء و مراتب فمنها ما ظهرت عليه قبل مبعثه للتأنيس و التمهيد و التأسيس.
و منها: ما ظهرت عليه بعد مبعثه لإقامة الحجة بها على الخلق.
و منها: ما ظهر من دعواته المستجابة.
و منها: ما ظهر من إخباره عن الغائبات فوجد كلها صدقا.
و منها: ما أخبر به ثم ظهر بعد وفاته ص.
فصل من روايات العامة
1- 14 فَمِنْ مُعْجِزَاتِهِ خَبَرٌ مُنْتَشِرٌ فِي مُؤْمِنِ الْعَرَبِ وَ كَافِرِهَا يَتَقَاوَلُونَ فِيهِ الْأَشْعَارَ وَ يَتَفَاوَضُونَهُ فِي الدِّيَارِ أَمْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ قَدْ تَبِعَهُ مُتَوَجِّهاً إِلَى الْمَدِينَةِ مُلْتَمِساً غِرَّتَهُ لِيَحْظَى بِهِ عِنْدَ قُرَيْشٍ فَأَمْهَلَهُ اللَّهُ حَتَّى أَيْقَنَ أَنَّهُ قَدْ ظَفِرَ بِبُغْيَتِهِ لَا يَمْتَرِي لِقُوَّتِهِ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ فَسَاخَتْ قَوَائِمُ فَرَسِهِ وَ هُوَ بِمَوْضِعٍ صُلْبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ صَفْوَانٍ فَعَلِمَ أَنَّ الَّذِي أَصَابَهُ أَمْرٌ سَمَاوِيٌّ فَنَادَاهُ يَا مُحَمَّدُ فَأَجَابَهُ آخِذاً بِالْفَضْلِ عَلَيْهِ وَ رَحْمَةً لِعِبَادِ اللَّهِ وَ قَدْ قَالَ لَهُ ادْعُ رَبَّكَ يُطْلِقْ فَرَسِي وَ ذِمَّةُ اللَّهِ عَلَيَّ أَنْ لَا أَدُلَّ عَلَيْكَ بَلْ أَدْفَعُ عَنْكَ.
فَدَعَا لَهُ فَوَثَبَ جَوَادُهُ كَأَنَّهُ أَفْلَتَ مِنْ أُنْشُوطَةٍ[1] وَ كَانَ رَجُلًا دَاهِيَةً وَ عَلِمَ بِمَا
[1] هى العقدة التي يسهل انحلالها.