responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 341

أقواله، اجتمعوا بينهم وقالوا ننافي بني هاشم، ونكتب صحيفة ونودعها الكعبة: أن لا نبايعهم، ولا نشاريهم، ولا نحدثهم، ولا نستحدثهم ولا نجتمع معهم في مجمع، ولا نقضي لهم حاجة، ولا نقتضيها منهم، ولا نقتبس منهم نارا حتى يسلموا إلينا محمدا ويخلوا بيننا وبينه، أو ينتهي عن تسفيه آبائنا، وتضليل آلهتنا، وأجمع كفار مكة على ذلك.
فلما بلغ ذلك أبا طالب عليه السلام قال، يخبرهم باستمراره على مناصرة الرسول ومؤازرته له، ويحذرهم الحرب، وينهاهم عن متابعة السفهاء:
ألا أبلغا عني على ذات بينها * لؤيا وخصا من لؤي بني كعب ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب وأن عليه في العباد محبة * ولا حيف فيمن خصه الله بالحب وأن الذي لفقتم في كتابكم * يكون لكم يوما كراغية السقب أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفر الزبى * ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب ولا تتبعوا أمر الغواة وتقطعوا * أواصرنا بعد المودة والقرب وتستجلبوا حربا عوانا وربما * أمر على من ذاقه حلب الحرب فلسنا وبيت الله نسلم أحمدا * لعزاء من عض الزمان ولا حرب ولما تبن منا ومنكم سوالف * وأيد أبيدت بالمهندة الشهب بمعترك ضنك ترى كسر القنا * به والضباع العرج تعكف كالسرب كأن مجال الخيل في حجراته * وغمغمة الأبطال معركة الحرب أليس أبونا هاشم شد أزره * وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب ومنها: أنه كان إذا نامت العيون وأخذ النبي " ص " ممضجعه، جاءه فانهضه واضجع عليا مكانه فقال له علي عليه السلام - ذات ليلة -: يا أبتاه إني مقتول، فقال أبو طالب إصبرن يا بني فالصبر أحجى * كل حي مصيره لشعوب قد بلوناك والبلاء شديد * لفداء النجيب وابن النجيب لفداء الأعز ذي الحسب الثاقب * والباع والفناء الرحيب إن تصبك المنون بالنبل تترى * مصيب منها وغير مصيب كل حي وإن تطاول عمرا * آخذ من سهامها بنصيب فقال علي عليه السلام:
أتأمرني بالصبر في نصر أحمد * ووالله ما قلت الذي قلت جازعا ولكنني أحببت أن ترى نصرتي * وتعلم أني لم أزل لك طائعا وسعيي لوجه الله في نصر أحمد * نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا هذا نزر يسير من مواقف أبي طالب " ع " ومؤازرته الرسول " ص " ومقاومته للمشركين، وله كثير من أمثالها في دفاعه عن محمد، وعن دين محمد، وعن قرآن محمد وعن اتباع محمد، فهلا يأخذك العجب بعد اطلاعك على هذا وشبهه من أقوال أبي طالب وأفعاله، ألا تستغرب بعد هذا لو سمعت بعصابة أثرت فيها الروح الأموية الخبيثة، فدفعها خبث عنصرها، ورداءة نشأتها، وجرها الحقد إلى القول بأن أبا طالب " ع " مات كافرا!! وإن تعجب فعجب قولهم: أبو طالب يموت كافرا؟!!
أبو طالب الذي يقول:
ولقد علمت بأن دين محمد * من خير أديان البرية دينا يموت كافرا؟!!
أبو طالب الذي يقول، ليعلم خيار الناس أن محمدا * وزير لموسى والمسيح بن مريم أتانا بهدى مثل ما أتيا به * فكل بأمر الله يهدي ويعصم يا لله ويا للعجب قائل هذا يموت كافرا!!
أبو طاب الذي يقول:
ألا تعلموا أنا وجدنا محمدا * رسولا كموسى خط في أول الكتب ويقول مخاطبا رسول الله " ص ":
أنت النبي محمد * قرم أغر مسود ويقول:
قل لمن كان من كنانة في العز * وأهل الندى وأهل المعالي قد أتاكم من المليك رسول * فاقبلوه بصالح الأعمال ويقول:
فخير بني هاشم أحمد * رسول الإله على فترة وهو الذي يقول:
لقد أكرم الله النبي محمدا * فأكرم خلق الله في الناس أحمد وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد ويقول:
إن ابن آمنة النبي محمدا * عندي بمنزلة من الأولاد ويقول:
صدق ابن آمنة النبي محمد * فتميزوا غيظا به وتقطعوا إن ابن آمنة النبي محمد * سيقوم بالحق الجلي ويصدق أبو طالب الذي يقول:
يا شاهد الله علي فاشهد * آمنت بالواحد رب أحمد من ظل في الدين فإني مهتدي كل هذا وأبو طالب مات كافرا!!
إذا كان الإيمان بالتوحيد والإقرار بنبوة محمد لا تكفي في إيمان الرجل، ويكون معتقدها والمقر بها كافرا، فما هو الإسلام إذن؟!
إذا كان الذب عن الرسول والاعتراف بنبوته كفرا فما هو الإسلام؟ طبعا يقول لسان حال تلك العصابة في الجواب:
الإيمان أن تتمكن في نفسك مبادئ أبي سفيان، وتؤمن بالذي يحلف به أبو سفيان وتقول كما قال: " ما من جنة ولا نار " أبو طالب مات كافرا، وأبو سفيان مات مسلما.
هكذا يقولون كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا!
ويقولون الذين كفروا هؤلاء أهدي من الذين آمنوا سبيلا!
وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا.
أبو سفيان الذي حزب الأحزاب ضد النبي " ص " والذي ما قامت راية كفر لحرب رسول الله " ص " إلا وهو قائدها وناعقها، والذي لم يزل يعلن الحرب والعداء لمحمد، ودين محمد، وإله محمد، وكتاب محمد، حتى فتح مكة فدخل الإسلام عليه رغم أنفه، ولم يدخل في قلبه، وأظهر الإسلام وأبطن الكفر، على العكس مما كان عليه أبو طالب تماما.
أبو سفيان الذي أصر على محو اسم محمد رسول الله يوم صلح الحديبية يموت مسلما وأبو طالب الذي يعترف برسالة محمد ويقول: هو رسول كموسى وعيسى يموت كافرا!
أبو سفيان الذي يقول - حين انتهت إليهم الخلافة بمحضر من عثمان -:
يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة، والذي يحلف به أبو سفيان ما من جنة ولا نار يموت مسلما، والذي يعترف بالبعث والنشور يموت كافرا!
روي عن ابن عباس قال: والله ما كان أبو سفيان إلا منافقا، ولقد كنا في محفل فيه أبو سفيان وقد كف بصره، وفينا علي عليه السلام، فأذن المؤذن فلما قال:
أشهد أن محمدا رسول الله " ص "، قال: هاهنا من يحتشم؟ قال واحد من القوم: لا. فقال:
لله در أخي هاشم انظروا أين وضع اسمه، فقال على " ع ": أسخن الله عينك يا أبا سفيان الله فعل ذلك بقوله عز من قائل: " ورفعنا لك ذكرك " فقال أبو سفيان: أسخن الله عين من قال: ليس هاهنا من يحتشم.
والعجيب أنهم يقولون عنه إنه مات مسلما، وأبو طالب مات كافرا،، لعنوا بما قالوا، نحن أعلم بما يقولون، يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فاصبر على ما يقولون.
وأكثر من هذا عجبا، وأبعد منه غرابة، ما لفقته تلك العصابة، وافترته على الرسول من أنه " ص " - وحاشاه - قال عنه إنه في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه، وإنه منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه.
ولا أدري وليتني أبدا لا أدري لماذا يستحق أبو طالب هذا العذاب؟
أ لأنه دافع عن رسول الله " ص " أم هو الحقد، والبغض لابن أبي طالب الذي لعنته بالشام سبعين عاما * لعن الله كهلها وفتاها ثم هل تريد أن أزيدك وأزودك من أمثال هذه الأضاليل والأباطيل، فأذكر لك ما رواه الزهري عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: كنت عند رسول الله " ص " إذ أقبل العباس وعلي فقال: يا عائشة إن هذين يموتان على غير ملتي، أو قال: ديني.
وفي أخرى بنفس السند عنها أيضا قالت كنت عند النبي فقال: يا عائشة إن سرك أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا، فنظرت فإذا العباس وعلي بن أبي طالب.
أسمعت هذا وبعد فهلا ترفع يدك إلى الدعاء وتقول معي:
" اللهم ادخلني النار التي يقطن فيها علي بن أبي طالب، واجعلني في الضحضاح الذي فيه أبو طالب، ولا تدخلني الجنة التي يدخل فيها أبو سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان، ويزيد بن معاوية فسلام على تلك النار، ولعنة الله على هذه الجنة ".
ولولا أبو طالب وابنه * لما مثل الدين شخصا فقاما فذاك بمكة آوى وحامى * وذاك بيثرب خاض الحماما فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما توفي سلام الله عليه في " 26 " رجب في آخر السنة العاشرة من مبعث النبي " ص " ورثاه أمير المؤمنين عليه السلام بقوله:
أبا طالب عصمة المستجير * وغيث المحول ونور الظلم لقد هد فقدك أهل الحفاظ * فصلى عليك ولي النعم ولقاك ربك رضوانه * فقد كنت للطهر من خير عم
نام کتاب : الإحتجاج نویسنده : الطبرسي، أبو منصور    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست