14- في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع
المأمون في الفرق بين العترة و الامة حديث طويل و فيه كلام له عليه السلام سبق في
الأحزاب.
عند قوله عز و جل: «إِنَّ
اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ» الآية و في أثناء
ذلك، قال المأمون: فهل عندك في الاول شيء أوضح من هذا في القرآن؟ قال أبو
الحسن:
نعم أخبرونى عن قول
الله تعالى: يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ
عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فمن عنى بقوله: يس؟ قالت العلماء: يس محمد عليه
السلام لم يشك فيه أحد، قال أبو الحسن عليه السلام: فان الله عز و جل أعطى محمدا و
آل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الا من عقله، و ذلك ان الله عز و جل لم
يسلم على أحد الا على الأنبياء صلوات الله عليهم، فقال تبارك و تعالى: «سَلامٌ
عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ» و قال:
«سَلامٌ عَلى
إِبْراهِيمَ» و قال: «سَلامٌ عَلى مُوسى وَ هارُونَ» و لم يقل
سلام على آل نوح، و لم يقل سلام على آل إبراهيم، و لم يقل سلام على آل موسى و
هارون، و قال: سلام على آل يس يعنى آل محمد صلى الله عليه و آله، فقال المأمون: قد
علمت ان في معدن النبوة شرح هذا و بيانه.
15- في تفسير على
بن إبراهيم «يس وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ» قال الصادق عليه
السلام:
يس اسم رسول الله صلى
الله عليه و آله، و الدليل على ذلك قوله تعالى: «إِنَّكَ لَمِنَ
الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» قال: على طريق واضح تَنْزِيلَ
الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ قال: القرآن.
16- في أصول
الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبد الرحمان عن على بن أبى
حمزة عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله: لِتُنْذِرَ
قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ قال: لتنذر القوم
الذين أنت فيهم كما انذر آبائهم فهم غافلون عن الله و عن رسوله و عن وعيده لَقَدْ حَقَّ
الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ ممن لا يقرون بولاية أمير المؤمنين و الائمة
من بعده فهم لا يؤمنون بامامة أمير المؤمنين و الأوصياء من بعده، فلما لم يقروا
كانت عقوبتهم ما ذكر الله إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالًا
فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ في نار جهنم ثم قال: وَ جَعَلْنا
مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ
فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ عقوبة منه لهم حين أنكروا