(108) سُورَةُ الْكَوْثَرِ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا ثَلَاثٌ (3)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ قَالَ: الْكَوْثَرُ نَهَرٌ فِي الْجَنَّةِ أَعْطَى اللَّهُ مِحَمَّداً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ،
قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص الْمَسْجِدَ وَ فِيهِ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ قَالَ عَمْرٌو: يَا أَبَا الْأَبْتَرِ- وَ كَانَ الرَّجُلُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ سُمِّيَ أَبْتَرَ، ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو: إِنِّي لَأَشْنَأُ مُحَمَّداً أَيْ أُبْغِضُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ص إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ إِلَى قَوْلِهِ إِنَّ شانِئَكَ أَيْ مُبْغِضَكَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ هُوَ الْأَبْتَرُ يَعْنِي لَا دِينَ لَهُ وَ لَا نَسَبَ.
(109) سُورَةُ الْكَافِرُونَ مَكِّيَّةٌ آيَاتُهَا سِتٌّ (6)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ
قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ قَالَ سَأَلَ أَبُو شَاكِرٍ أَبَا جَعْفَرٍ الْأَحْوَلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ وَ لا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ فَهَلْ يَتَكَلَّمُ الْحَكِيمُ بِمِثْلِ هَذَا الْقَوْلِ- وَ يُكَرِّرُهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ- فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ فِي ذَلِكَ جَوَابٌ، فَدَخَلَ الْمَدِينَةَ فَسَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ ذَلِكَ- فَقَالَ كَانَ سَبَبَ نُزُولِهَا وَ تَكْرَارِهَا- أَنَّ قُرَيْشاً قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ص تَعْبُدُ آلِهَتَنَا سَنَةً- وَ نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً، وَ تَعْبُدُ آلِهَتَنَا سَنَةً وَ نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ بِمِثْلِ مَا قَالُوا- فَقَالَ فِيمَا قَالُوا تَعْبُدُ آلِهَتَنَا سَنَةً قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ وَ فِيمَا قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً وَ لا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ وَ فِيمَا قالوا تعبد آلهتنا سنة و لا أنا عابد ما عبدتم وَ فِيمَا قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً