حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْرُوفٍ عَنِ السِّنْدِيِّ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فِي قَوْلِهِ كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ قَالَ هُوَ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ ما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ- إِلَى قَوْلِهِ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ زُرَيْقٌ وَ حَبْتَرٌ وَ ما يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ- إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ وَ هُمَا زُرَيْقٌ وَ حَبْتَرٌ كَانَا يُكَذِّبَانِ رَسُولَ اللَّهِ ص إِلَى قَوْلِهِ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ هُمَا ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ يَعْنِي هُمَا وَ مَنْ تَبِعَهُمَا كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ- وَ ما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ إِلَى قَوْلِهِ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ وَ هُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ وَ الْأَئِمَّةُ ع إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا زُرَيْقٌ وَ حَبْتَرٌ وَ مَنْ تَبِعَهُمَا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ- وَ إِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ ص إِلَى آخِرِ السُّورَةِ فِيهِمَا.
وَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ أَيْ مَا كُتِبَ لَهُمْ مِنَ الثَّوَابِ،
قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَنَا مِنْ أَعْلَى عِلِّيِّينَ- وَ خَلَقَ قُلُوبَ شِيعَتِنَا مِمَّا خَلَقَنَا مِنْهُ وَ خَلَقَ أَبْدَانَهُمْ مِنْ دُونِ ذَلِكَ- فَقُلُوبُهُمْ تَهْوِي إِلَيْنَا لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِمَّا خَلَقَنَا مِنْهُ- ثُمَّ تَلَا قَوْلَهُ: كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ إِلَى قَوْلِهِ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ
يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتامُهُ مِسْكٌ قَالَ مَاءٌ إِذَا شَرِبَهُ الْمُؤْمِنُ وَجَدَ رَائِحَةَ الْمِسْكِ فِيهِ،
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ لِغَيْرِ اللَّهِ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ، قَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَنْ تَرَكَ الْخَمْرَ لِغَيْرِ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ وَ اللَّهِ صِيَانَةً لِنَفْسِهِ وَ فِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ قَالَ: فِيمَا ذَكَرْنَا مِنَ الثَّوَابِ الَّذِي يَطْلُبُهُ الْمُؤْمِنُ وَ مِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ وَ هُوَ مَصْدَرُ سَنَّمَهُ إِذَا رَفَعَهُ، لِأَنَّهُ أَرْفَعُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، أَوْ لِأَنَّهُ يَأْتِيهِمْ مِنْ فَوْقُ، قَالَ: أَشْرَفُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَأْتِيهِمْ فِي عَالِي تَسْنِيمٍ- وَ هِيَ عَيْنٌ يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ، وَ الْمُقَرَّبُونَ آلُ مُحَمَّدٍ ص يَقُولُ اللَّهُ: السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ