فَيَسْأَلُونَهُ أَنْ يَسْأَلَ اللَّهَ لَهُمْ، وَ كَانُوا يَسْأَلُونَ مَا لَا يَحِلُّ لَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ يَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ- وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَ قَوْلُهُمْ لَهُ إِذَا أَتَوْهُ أَنْعِمْ صَبَاحاً وَ أَنْعِمْ مَسَاءً وَ هِيَ تَحِيَّةُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ إِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ قَدْ أَبْدَلَنَا اللَّهُ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ تَحِيَّةَ أَهْلِ الْجَنَّةِ- «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ»
ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ- فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ إلى قوله إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ و قَوْلُهُ: إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا- وَ لَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ- وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
قَالَ فَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ كَانَ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ- أَنَّ فَاطِمَةَ ع رَأَتْ فِي مَنَامِهَا- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص هَمَّ أَنْ يَخْرُجَ هُوَ وَ فَاطِمَةُ وَ عَلِيٌّ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ص مِنَ الْمَدِينَةِ فَخَرَجُوا حَتَّى جَاوَزُوا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَعَرَضَ لَهُمْ طَرِيقَانِ- فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ الْيَمِينِ- حَتَّى انْتَهَى بِهِمْ إِلَى مَوْضِعٍ فِيهِ نَخْلٌ وَ مَاءٌ- فَاشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ ص شَاةً كَبْرَاءَ[1] وَ هِيَ الَّتِي فِي أَحَدِ أُذُنَيْهَا نُقَطٌ بِيضٌ فَأَمَرَ بِذَبْحِهَا فَلَمَّا أَكَلُوا مِنْهَا مَاتُوا فِي مَكَانِهِمْ، فَانْتَبَهَتْ فَاطِمَةُ بَاكِيَةً ذَعِرَةً فَلَمْ تُخْبِرْ رَسُولَ اللَّهِ ص بِذَلِكَ، فَلَمَّا أَصْبَحَتْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِحِمَارٍ- فَأَرْكَبَ عَلَيْهِ فَاطِمَةَ وَ أَمَرَ أَنْ يَخْرُجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع مِنَ الْمَدِينَةِ كَمَا رَأَتْ فَاطِمَةُ فِي نَوْمِهَا- فَلَمَّا خَرَجُوا مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ عَرَضَ لَهُمْ طَرِيقَانِ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص ذَاتَ الْيَمِينِ- كَمَا رَأَتْ فَاطِمَةُ ع حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى مَوْضِعٍ فِيهِ نَخْلٌ وَ مَاءٌ- فَاشْتَرَى رَسُولُ اللَّهِ ص شَاةً ذَرْآءَ كَمَا رَأَتْ فَاطِمَةُ ع فَأَمَرَ بِذَبْحِهَا فَذُبِحَتْ وَ شُوِيَتْ- فَلَمَّا أَرَادُوا أَكْلَهَا- قَامَتْ فَاطِمَةُ وَ تَنَحَّتْ نَاحِيَةً مِنْهُمْ
[1]. وَ فِي تَفْسِيرِ الصَّافِي« ذَرْآءَ» مَكَانَ كَبْرَاءَ ج. ز