، قال علي بن إبراهيم ثم
قال إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ
الْجاهِلِيَّةِ يعني قريشا و سهيل بن عمرو حين قالوا لرسول الله ص لا نعرف
الرحمن و الرحيم و قولهم لو علمنا أنك رسول الله ما حاربناك- فاكتب محمد بن عبد
الله فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ- وَ أَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَ كانُوا أَحَقَّ بِها وَ
أَهْلَها وَ كانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً و أنزل في تطير [تطهير]
الرؤيا التي رآها رسول الله ص لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا
بِالْحَقِّ- لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ
مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ- فَعَلِمَ ما لَمْ
تَعْلَمُوا- فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً يعني فتح خيبر لأن رسول
الله ص لما رجع من الحديبية غزا خيبر و قوله هُوَ الَّذِي
أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ- لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ
كُلِّهِ و هو الإمام[1] الذي يظهره
الله على الدين كله- فيملأ الأرض قسطا و عدلا- كما ملئت ظلما و جورا- و هذا مما
ذكرنا أن تأويله بعد تنزيله، و أعلم الله أن صفة نبيه و أصحابه المؤمنين- في
التوراة و الإنجيل مكتوب- فقال مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ- وَ الَّذِينَ
مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ يعني يقتلون الكفار و
هم أشداء عليهم و فيما بينهم رحماء.