و قال علي بن إبراهيم في
قوله إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَ آتَيْناهُ
مِنَ الْكُنُوزِ- ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ و العصبة ما
بين العشرة إلى تسعة عشر- قال كان يحمل مفاتح خزائنه العصبة أولو القوة، فقال
قارون كما حكى الله إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي يعني ماله و
كان يعمل الكيمياء فقال الله: أَ وَ لَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ
أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ- مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَ
أَكْثَرُ جَمْعاً- وَ لا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ أي لا يسأل من
كان قبلهم عن ذنوب هؤلاء فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قال في الثياب
المصبغات يجرها في الأرض قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ
الدُّنْيا- يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ
عَظِيمٍ فقال لهم الخلص من أصحاب موسى وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ
لِمَنْ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً- وَ لا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ- فَخَسَفْنا
بِهِ وَ بِدارِهِ الْأَرْضَ- فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ
اللَّهِ- وَ ما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ- وَ أَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا
مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ قال: هي لفظة سريانية يَبْسُطُ
الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ- وَ يَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللَّهُ
عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا- وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ.