الترجيح بالسند دون سائر القرائن التي كانت عند القدماء من الشهرة و غيرها.
قال المصنّف:قال الحلّي في كتاب الطهارة-عند نقل قول عن الشيخ-:و خالي شيخ الأعاجم أبو جعفر الطوسي يفوه من فيه رائحة النجاسة.
قلت:لم يعيّن موضعه،و الّذي وقفت أنّه قال في مسألة تطهر الماء القليل النجس إذا تمّم كرّا:و أنا ابيّن أنّ أبا جعفر رحمه اللّه يفوح من فيه رائحة تسليم المسألة بالكلّية إذا تؤمّل كلامه و تصنيفه حقّ التأمّل(إلى أن قال)فصار التعليل لازما للشيخ كالطوق في حلق الحمام [1].و«يفوه»في كلام المصنّف محرّف«يفوح».
محمّد بن إدريس الشافعي
قال المصنّف:أحد أئمّة العامّة الأربعة الأقرب إلى الحقّ.قال ابن النديم:كان الشافعي شديدا في التشيّع،ذكر له رجل يوما مسألة،فأجاب فيها،فقال له:خالفت عليّ بن أبي طالب،فقال له:أثبت لي هذا من عليّ حتّى أضع خدّي على التراب و أقول:قد أخطات و أرجع عن قولي إلى قوله.و حضر ذات يوم مجلسا فيه بعض الطالبيّين فقال:لا أتكلّم في مجلس يحضره أحدهم،هم أحقّ بالكلام [2].
أقول:و عن فصول المرتضى المنتخب من عيون المفيد:حكى الربيع،عن الشافعي في كتابه المشهور«أنّه لا بأس بصلاة الجمعة و العيدين خلف كل أمين و غير مأمون و متغلّب،فانّه صلّى عليّ بالناس و عثمان محصور» [3]و معناه:أنّه عليه السّلام كان متغلّبا،فكيف يصحّ قول ابن النديم:كان شديدا في التشيّع؟و إنّما لم يكن ناصبيّا لكونه مطّلبيّا.
و كيف كان:ففي تاريخ بغداد:أنّه سمع مالك بن أنس،و سمع منه أحمد بن حنبل، تولّد سنة 150 و مات سنة 204.و نقل عن أحمد بن حنبل قال:إنّ اللّه تعالى قيّض