نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب جلد : 1 صفحه : 208
بيض الوجوه كريمة أحسابهم
ملوك الحيرة من اليمن
قالت الرواة، و أهل العلم: إنه لما تفرق أهل اليمن قدم مالك بن فهم ابن غنم بن دوس، حتى نزل أرض العراق في أيام ملوك الطوائف، فأصاب قوما من العرب من معد و غيرهم بالجزيرة فملكوه عشرين سنة ثم أقبل جذيمة الأبرش، فتكهن، و عمل صنمين يقال لهما الضيزنان، فاستهوى أحياء من أحياء العرب، حتى صار بهم إلى أرض العراق، و بها دار أياد بن نزار، و كانت ديارهم بين أرض الجزيرة إلى أرض البصرة، فحاربوه، حتى إذا صار إلى ناحية يقال لها بقة على شط الفرات، بالقرب من الأنبار، و كان يملك الناحية امرأة يقال لها الزباء، و كانت شديدة الزهادة في الرجال، فلما صار جذيمة إلى أرض الأنبار ، و اجتمع له من أجناده ما اجتمع، قال لأصحابه: إني قد عزمت على أن أرسل إلى الزباء، فأتزوجها، و أجمع ملكها إلى ملكي! فقال غلام له يقال له قصير: إن الزباء لو كانت ممن تنكح الرجال لسبقت إليها! فكتب إليها، فكتبت إليه: أن أقبل إلى أزوجك نفسي فارتحل إليها، فقال له قصير: لم أر رجلا يزف إلى امرأة قبلك، و هذه فرسك العصا قد صنعتها، فاركبها، و أنج بنفسك! فلم يفعل، فلما دخل عليها
نام کتاب : تاريخ اليعقوبي نویسنده : احمد بن ابی یعقوب جلد : 1 صفحه : 208