responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 3  صفحه : 554

محمد عن عبد الرحمان بن حماد عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:

انى سمعتك و أنت تقول: كل شيعتنا في الجنة على ما كان فيهم؟ قال: صدقتك كلهم و الله في الجنة، قال: قلت: جعلت فداك ان الذنوب كثيرة كبار؟ فقال: اما في القيامة فكلكم في الجنة بشفاعة النبي المطاع أو وصى النبي، و لكني و الله أتخوف عليكم في البرزخ، قلت: و ما البرزخ؟ فقال: القبر منذ حين موته الى يوم القيامة.

125- في نهج البلاغة قال عليه السلام: سلكوا في بطون البرزخ سبيلا سلطت الأرض عليهم فيه، فأكلت لحومهم و شربت من دمائهم فأصبحوا في فجوات قبورهم جمادا لا ينمون و ضمارا لا يوجدون، لا يفزعهم ورود الأهوال و لا يحزنهم تنكر الأحوال، و لا يحفلون بالرواجف، و لا يأذنون للقواصف، غيبا لا ينتظرون، و شهودا لا يحضرون و انما كانوا جميعا فتشتتوا، و آلافا فافترقوا، و ما عن طول عهدهم و لا بعد محلهم عميت أخبارهم و صمت ديارهم، و لكنهم سقوا كأسا بدلتهم بالنطق خرسا و بالسمع صمما، و بالحركات سكونا فكأنهم في ارتجال الصفة صرعى سبات، جيران لا يتآنسون و أحباء لا يتزاورون، بليت بينهم عرى التعارف، و انقطعت منهم أسباب الإخاء فكلهم وحيد و هم جميع، و بجانب الهجر و هم أخلاء لا يتعارفون لليل صباحا و لا لنهار مساء أى الجديدين ظعنوا فيه كان عليهم سرمدا شاهدوا من أخطار دارهم أفظع مما خافوا و رأوا من آياتها أعظم مما قد روا، فكلا الغايتين مدت لهم الى مباءة، فأتت مبالغ الخوف و الرجاء فلو كانوا ينطقون بها لعيوا بصفة ما شاهدوا و ما عاينوا[1]


[1] قوله عليه السلام:« في فجوات» هي جمع فجوة: و هي الفرجة المتسعة بين الشيئين.« و جمادا لا ينمون» قال الشارح المغزلى اى خرجوا عن صورة الحيوانية الى صورة الجماد الذي لا ينمى و لا يزيد، و يروى لا ينمون بتشديد الميم من النميمة و هي الهمس و الحركة و منه قولهم اسكت اللّه نامته في قوله من شدد و لم يهمز« و ضمارا» يقال لكل ما لا يرجى من الدين و الوعد، و كل ما لا تكون منه على ثقة ضمار

ُ« لا يحفلون بالرواجف»

اى لا يكترثون بالزلازل

ُ« و لا يأذنون للقواصف»

اى لا يسمعون الأصوات الشديدة، أذنت لكذا اى سمعته، و جمع لغائب غيب و غيب و كلاهما مروي هاهنا، و آلاف جمع ألف، ككفار جمع كافر. و قوله عليه السلام:

« فكأنهم في ارتجال الصفة» اى إذا وصفهم الواصف مرتجلا غير مترو في الصفة و لا متهيئ، للقول و السبات: النوم و المباءة: المنزل.

نام کتاب : تفسير نور الثقلين نویسنده : العروسي الحويزي، الشيخ عبد علي    جلد : 3  صفحه : 554
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست